صباحكم / مساؤكم ورد
تزوجت فاطمة قبل 7 سنوات – 30 عاما – من ابن عمها ، ومع مرور أيام هذه الزواج أصبحت الأيام متشابهة لديها ، في البداية تنزل فاطمة من شقتها إلى بيت العائلة في الطابق السفلي وتبدأ بمساعدة حماتها في أعمال المنزل ثم تواصل يومها مع ابنها بينما زوجها في عمله ، والحال لا يتغير في وقت العصر فمجرد دخول الزوج للمنزل يتناول غذاءه ويخرج لرفاقه ومشاويره ويبقي الحال على ذلك حتى موعد النوم حيث يصعد الزوجان لبيتهما للنوم وفي الصباح يتكرر اليوم بروتينه .
ربما تلك العمومية في العرض لا توضح لنا مدى المأساة بين السطور، فعلى سبيل المثال إذ مرض الابن على الأم والجدة اصطحابه إلى الطبيب ولا تكلف الأم نفسها حتى بإخبار الأب، وإذا حضر موعد مشاركة فاطمة في مناسبة اجتماعية ما فمن المستحيل أن يشاركها زوجها في ذلك بل حماتها أو إحدى القريبات ، أما إذا أرادت أن تشتري شيئا من السوق فمهمته فقط إعطاؤها المال لا معرفة احتياجاتها ولا غير ذلك ، الكثير من أخباره تسمعها من الآخرين والمقربين منه حتى أصبح لا يفاجئها ذلك الأمر، عندما نسألها عن جهدها في إنقاذ أسرتها من هذا الوضع تبرر أن زوجها هكذا اعتاد ولا تستطيع تغييره ، وحتى عندما قارنت نفسها بقريباتها وكيف علاقتهن الزوجية أعمق و أسلم قالت :" نعم .. ألاحظ النساء تتصل بأزواجهن إذا تأخروا عن الموعد و غير ذلك لكن أنا لا أستطيع فعل ذلك أعتقد أن زوجي لا يحب ذلك ".
إنه نموذج واحد قد يستبعد بعض الناس وجوده في هذا العالم الذي شغله الشاغل الانفتاح والتواصل والبعض قد يجده واقعيا له شبيه في حياته ، تعرف هذا الحالة في العلم بأنها حالة طلاق عاطفي حيث تغيب إيجابيات العلاقات الزوجية وتقتصر فقط على دورين ، دور الأم في خدمة الأسرة ودور الأب في توفير المادة لهذه الأسرة ، وعلى رغم المعاناة في هذه الحالة إلا أنها جلها يكون في عدم إدراك الزوجين أنهما يعيشان حالة " طلاق عاطفي " .
تعيش أم سعيد - 34 عاماً - ، مع زوجها في بيتٍ واحد كأي زوجين، و على الرغم من امتداد عمر الزواج بينهما إلا أن شروخاً في جدار الود والتفاهم والرحمة حولت الحياة بينهما إلى بوتقة ضغط تقابل بصمت ورضا كبيرين والأسباب بحسب تأكيدها عدم قدرة زوجها على التعبير عن مشاعر الود نحوها بالإضافة إلى انشغاله على الدوام في العمل ليؤمن متطلبات الأبناء الأربعة، فالزوجة تتحمل معاناتها مع الزوج لأجل أبنائها الذين هم السبب الوحيد الذي يربطها به. ولا تتورع بين حين وآخر أن تصرح لزوجها علناً أنه لولا وجود أبنائها الأربعة لتخلصت منه باعتباره مصدر قلق لها.
تتحدث أم سعيد عن مأساتها فتقول :"لا يضيره أن يقضي عاماً بعيداً عني وعن أبنائه مكتفياً فقط بالاتصال الهاتفي بين الحين والآخر للاطمئنان أن شيئاً مادياً لا ينقصنا" وتضيف أن ذلك التصرف لا يؤثر على علاقتها العاطفية به فحسب وإنما ينسدل تأثيره على أبنائها الأربعة الذين باتوا يعتبرونه زائراً ليس أكثر يرهبونه ويخشون غضبه دون أن يرجوا حبه ويطلبوا وده، وتؤكد أم سعيد أن الطلاق العاطفي أشبه بالمرض المزمن وطويل الأجل مشيرة إلى أن مخاطره برأيها أكبر من مخاطر الطلاق الشرعي لافتة إلى أن الطلاق الشرعي يمكن كلا الزوجين بعد الانفصال من البحث عن شريك آخر مناسب ويبادله العواطف والمشاعر الجميلة ويذوبان كشخص واحد بما ينعكس إيجاباً على سعادة الأسرة وتمتع أفرادها بجو طبيعي من الدفء والود والاحترام والتقدير.
الطلاق العاطفي ...
شرخ كبير في المشاعر والأحاسيس والعلاقات الزوجية
فالزوجان يبقيان على عقد الزواج ويعيشان في ذات البيت لكنهما منفصلان في
المشاعر والأحاسيس والعلاقات الإنسانية.
هذا النوع من الطلاق بات أكثر بروزاً في الآونة الأخيرة ويرجع ذلك لعدة عوامل
تختلف من حالة لأخرى، وقد يكون عدم التقارب الفكري والثقافي بين
الزوجين أحد أهم أسباب حدوث الطلاق العاطفي بينهما
أن وقوع الطلاق الحقيقي للأزواج الذين يعانون الطلاق العاطفي قد لا يكون حلاً
نموذجياً أو مريحاً لطرفي الزواج خاصة إذا وجد أطفال،
وجود الأطفال في إطار الأب والأم معاً أفضل من انفصالهم نهائياً وتشتت الأطفال
بينهما
كيف يستطيع الزوجان اعادة حياتهم الزوجيه الى المشاركه والتشاور وليس
الإنفراد بالأدوار?
أحبتي
أنتظر ارائكم ومناقشاتكم