وعلى نفسها جنت براقش
. . . . . جاء إلى ربعه يصيح وشكا إليهم حاله ... وحاله تستحق الشكوى ...
فله ابن وحيد من اجله - كما يقول - تعب وشقي
حتى جمع المال فصار في حوزته كالجبال ... ومضت به السنوات وهو يسعى إلى جمع المال ‘
ويخوض في سبيله عباب المحيطات إقامة وسفرا ....
ومضت الايام والسنون ، وبعد أن أرهقه التعب وأخذت السنين بلياليها وأيامها من عمره الكثير ،
ألتفت إلى بيته وأخذ يتأمل وجوه زوجته وبناته وكأنه لا يعرفهم ...نعم إنه لا يفهمهم ،
فزوجته بعد ان ملت السأم والوحدة اتخذت الأسواق ملجأ لتنفيس الضجر ...والصديقات ...
جالبات لسعادة شوهاء، لا تعرف لرب البيت رعية، ولا لبناتها إلا السائق والنت والتلفاز .... مطية ..
..أما ابنه الوحيد الذي لايكاد يدخل البيت حتى يخرج منه فهو يدخل البيت مساءً لينام ‘ وظهراً ليتغدى ،
وربما جاء للبيت بعض الوقت ليبدل ملابسه ثم يعود من حيث أتى ... وسكت الرجل،
وأصحابه ينظرون إليه بعطف وإشفاق ويحاولون أن يسلوه وكيف يستطيع السلوان ؟؟؟
وسأل أحدهم سؤالاً عميقاً :
كم كنت كما نعرفك كثير الاسفار قليل الإهتمام بشؤون بيتك .....؟
لقد تركت بيتك للسائق والخادمة ولجهاز التلفاز الذي كنت تتفنن في جلب أكبر عدد من القنوات ...
لا تراعي قي ذلك أدباً ،طالبت به ولدك ، ولا حياءً، طالبت به بناتك ، وكنا قد نصحناك ولكنك أبيت ...
....فها أنت تجني ثمرة ما زرعت .....
وبكى الرجل .... وكان بكاؤه حارا .... ثم قام من مجلسه وصوت صاحبه يملأ مسامعه .
"على نفسها جنت براقش " فمن الذي يتعظ ؟؟؟
وكم أمثال هذا ممن تراه مترددا للمقاهي في غفلة منه عميقة .....
وإستراحات الزملاء والاصدقاء يردد فيها الضحكات حتى الواحدة صباحا ... لا يبالى بزوجة ... ترقب عودته ..
و أولاد وبنات ..... يتمنون ...رؤيت بسمته .......فأى قلوب .... يحملون .... وأي صلاح ذرية يأملون ؟؟؟
تطوف الهموم بقلبي طوافاً ............ تجـيء إليه ثـقالا خـفافـاً
وأركب ظهر جواد ٍ أصيل ......... فألقى أمامي خيولاً عـجافا
فأعجب كيف تسير أمامي ........ وما تحسن الكر والا نعطافـا
وذلـك شـأن الحيـاة ، فـهذا .......... يـريـك وفـاءً ، وهـذا تجـافـى
" د/الشاعر :عبدالرحمن العشماوي"
وعلى دروب المودة يطيب اللقاء ....